منتديات رواية نت
السلام عليكم
اهلا بك في منتديلت رواية نت اذا كنت عضوا فيسعدنا ان تتشرف بتسجيل الدخول واذا كنت زائرا فيسعدنا ان تقوم بالتسجيل في الموقع اذا رغبت










كساب ابو ربيع

منتديات رواية نت
السلام عليكم
اهلا بك في منتديلت رواية نت اذا كنت عضوا فيسعدنا ان تتشرف بتسجيل الدخول واذا كنت زائرا فيسعدنا ان تقوم بالتسجيل في الموقع اذا رغبت










كساب ابو ربيع

منتديات رواية نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات رواية نت

العاب برامج اسلاميات افلام روايات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حكاية جندي نازي ... الكاتبه :::حلم قديم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كساب ابو سعيد
Admin
كساب ابو سعيد


عدد المساهمات : 423
نقاط : 24761
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 30/06/2011

حكاية جندي نازي ... الكاتبه :::حلم قديم Empty
مُساهمةموضوع: حكاية جندي نازي ... الكاتبه :::حلم قديم   حكاية جندي نازي ... الكاتبه :::حلم قديم Emptyالأحد مارس 18, 2012 7:52 pm

حكاية جندي نازي ... الكاتبه :::حلم قديم

ْ ْ ْحًِكًَايًةٌ جٌنْدٌيٍّ نَآزٍيٍّ .ٍ،ٍ»ْ
بقلم: حلم قديم

السلام عليكم "

تحيةٌ عبقةٌ و [ رسالة سًلام ] أوجهها إليكم ..
×...و إلى كل محزون و مظلوم على وجه الأرض "

إني مجرد جائلة قرَّرَت الوقوف هنا [لٍِحَْظًُةًَِ] لتُريكم ما لديهـا

ما لدي يختلف عمّا في بستانكم الجميــٍل ..

فـ>حِكايتي< أتيت بها من زمانٍ لم تشهدوهـ

و من مكان لم تطأه أقدامكم

لقد أتيت بها من الحرب العالمية الثانية ..!

و بطلي هو أحد الجنود النازيين..!

متعجبون أنتم أليس كذلك ؟

لا ، ليس كما تتوقعون

فهو ليس رجلاً ضخماً مخيفاً ،

ولا متوحش متعطش للدماء كـ "هتلر"

بل هو شاب صغير لا يعرف من الحروب شيئاً
[الجزء الأول]

على صفحة من ثلوج شتاءٍ قارس ، كان يختبئ عدد من جنود الحزب النازي ،
جنود لم يتجاوز أكبرهم التاسعة عشر ..!
لقد اقتربت ألمانيا من الهاوية..
هلك جيشها الأشِر ، و هلك وحوشها ،
و لذلك آثرت أن تلقي بشبانها الصغار الذين انتشلتهم من وسط بيوتهم الدافئة ،
ثم دربتهم لأسبوعين ، و زجتهم في صحراء الجليد ليمنعوا الجيش السوفييتي من التقدم !
كانوا يجثمون بتسليم و ينتظرون الموت ، فأين هم من مدرعات السوفييت و جنودهم الأشداء؟
و بينما هم هنالك أخذ أحدهم يتمتم بأغنية وطنيّة ..
كان يردد و البرد ينهش عظامه : ألمانيا فوق الجميع ..ألمانيا فوق الجميع..!!
رد عليه صديقه : كف عن هذه العبارات الساذجة..لقد سقطت ألمانيا و انتهت و سننتهي نحن أيضاً بعد قليل..
صمت الآخر ثم أخذ يرمق السماء ببؤس..
مرت عدة دقائق ..ثم صاح أحدهم مشيراً إلى الأفق : انظروا هناك ! مدرعات السوفييت قادمة ..
لم يُجِبه أحد ، فأردف : قوموا بتغطية المدرعتين حتى لا يتبينوا وجودنا ..
-إنهم يعرفون موقعنا مذ أتينا ، لا فائدة ..ليس عليك سوى الاستعداد للموت ..
-لمَ أنت هكذا يا ديفيد ؟ لنحاول ..ربما ننجو ..
و قبل أن ينطق "ديفيد" بكلمة ، انطلق دوي انفجار عنيف عم المكان
...
عظام تتحطم تحت مدرعات السوفييت
و دماء تغطي الصفحة البيضاء
كل الأماني و ما تبقى من ذكريات الطفولة تبخر
الحنين إلى الأسرة و الرغبة في الحياة حطمها "هتلر"زعيمهم
الرعب يدب في قلوب هؤلاء الصَّبية
و صرخات هول تنطلق و لكن
...... لا سميع لهم ..
...
بعد أن أنهى السوفييت تنفيذ هذه الجريمة التي لا تُغتفر ،
أشرقت شمس الصباح ،
و جاء ثلة من البسطاء و الفلاحين لتفقد المكان ، و لدفن ما تبقى من جثث ..
كان ثمة قلب نجى بأعجوبة ، و أخذ ينبض بضعف تحت كومة الثلوج ،
فتح "ديفيد" عينيه بصعوبة ليجد أمامه رجلين يزيلان عنه طبقات الثلج
قال أحد الرجلين : إنه حي ، يبدو أن معجزة ما أنجته من الهلاك !
و خاطب الآخر "ديفيد" : حمداً على سلامتك يا بني ، هيا انهض قبل أن يعود الروس..
نظر "ديفيد" إلى ما حوله ، رأى مراقد رفاقه تُحفر ..
و رجال لا يعرف كنههم بجمعون أشلاء كل جثة
تحرك بصعوبة..
حاول النهوض ، فشله ألم حاد في يده ،
ثمة جرح عميق قد أصيب به..مازال بنزف و يلون الجليد..
مد إليه الرجلين بأيديهما ، ساعداه حتى تمكن من الوقوف ،
ارتدى معطفاً يشبه معاطفهم ، و تم تغطية رأسه بشال مثل الذي يرتدونه ..
ثم سار معهم مُتخفياً حتى أوصلوه إلى بيت بسيط لأحد الفلاحين
..
[الجزء الثاني]

فتح "ديفيد" عينيه بصعوبة ..
جال ببصره أنحاء الغرفة ، تنحنح ثم همّ بالنهوض ، لولا أن أوقفه ذاك الألم في يده ..
كانت ذراعه ملفوفة برقعة قماش قد تلوثت بقليل من الدم
أطلق آهة قصيرة قبل أن يرى باب الغرفة يُفتح ليلجه عدة أشخاص
دنا منه شيخ كبير ترافقه فتاة في مقتبل العمر
قال الشيخ بصوت رزين : عليك أن تصلي ألف ليلة حمداً و شكراً أيها الفتى ..
صمت "ديفيد" للحظتين ..ثم سأل و هو ينظر لغير جهة الشيخ : لماذا أنقذتم حياتي ؟
-لا أخفي عليك أني أكره زعيمكم كل الكره ، و أني أمقت كل شيء نازي..
النازيون ، أولئك الوحوش الذين قتّلوا البشر و استحقوا السحق .. و لكن لا ذنب للصغار فيما اقترف الكبار ..
-لست طفلاً ..
-تظل طفلاً في نظر الكبار مهما كبرت يا .. ما اسمك ؟
و قطع حديثهم طرق عنيف على الباب الخشبي العتيق ..
هرعت الفتاة لتفتح ، اندفع رجل مذعور إلى الداخل
أخذ يصيح بالشيخ : الروس قريبون من هنا ، إنهم يفتشون الأحياء بحثاً عمّن بقي من النازيين..
-و كيف علموا بأن هنالك ناجون ؟؟
-لا وقت الآن للحديث ..على الجندي الذي بحوزتك الاختباء قبل فوات الأوان..
-و أين يختبئ مثلاً ، في سرداب الجبل ؟؟
-نعم ، حيث رفاقُه..!
التفت الشيخ إلى الفتاة مخاطباً :أحضري أدواتك معكِ و تعالي معنا يا "كورنيليا" ..
أجابت بصوت خفيض : حاضرة يا جدي ..
بعدها خرج الأربعة بتخفٍّ يقصدون ذلك السرداب ..
كان السرداب مكاناً مُظلماً ، لم تستطع الشموع الضعيفة إضاءته جيداً ..
و كان يقطنه أشخاص قليلون أضعفتهم جراحهم
أغلق رجلٌ مدخل السرداب و استقرت نبضاتهم قليلاً
عاد الشيخ إلى الكلام بنبرة صوته الثقيلة : لطالما التجأ الكثيرون بهذا السرداب ، أنتم في أمان ما دمتم هنا..
جلس "ديفيد" على تلك الأرضية الملساء الرطبة ، أرجع رأسه إلى الخلف فاصطدم بالجدار..
انطلقت ضحكة استهزاء من الشخص الذي بجانبه ،
التفت "ديفيد" بتعجب : أهذا أنت يا "هانسل" ؟أنت حي..!
-"ديفيد"؟ لم أكن أتوقع نجاتك يا صديقي ..
-و لمَ لا ، ألا تريد أن ينجو غيرك ؟
ضحك "هانسل" و لكن ما لبث أن قطعت ضحكته آهة ..
اقتربت "كورنيليا" منهما مع أدوات التمريض التي بحوزتها
-هل عاد جرحك إلى النزف يا "هانسل" ؟
-ابتعدي .. إياك أن تضعي هذا المسحوق مرة أخرى ..
-لا تكن غبياً .. اصمت و دعني أقوم بعملي..
صمت مُرغماً ، و بعد أن شدت الرباط حول ساقه قال متململاً : إلى متى سنظل هنا ؟
-لست أدري ..
ثم نهضت و استدارت إلى حيث يقبع جدها
..
[الجزء الثالث]

بعد ساعتين و نيّف غادر الشيخ و حفيدته السرداب ..
كانا قد وعدا أولئك الناجين بالعودة صباحاً ،
و في مثل الغرفة التي كان يرقد فيها "ديفيد" جلس الجد بصمت..
ناولته حفيدته كوباً من شراب ساخن ..
-شكراً لكِ يا ابنتي..
-هل تريد شيئاً آخر يا جدي.؟
-لا ، يمكنكِ الانصراف إلى النوم
-حسناً ، إلى اللقاء
انصرفت بعد أن أغلقت الباب بهدوء
دلفت إلى حجرة صغيرة ، ارتمت على فراشها
و وسط ضوء القمر لمعت قطراتٌ من دموعٍٍ قد انسابت على خديها ..
مع إشراقة الشمس كان الشيخ يقف بين الفتيان المساجين ، يحذرهم من
محاولة الخروج من مأواهم و من أية مجازفة أخرى ، ذلك أن الروس قد
بدأوا يتمركزون في المنطقة ..
استاء الفتية من هذا الأمر ، و أخذ كل منهم يعبر عن غضبه بشيء ..
منهم من يلعن "هتلر" و من يلعن السوفييت ، و من يزمجر و من يلفه الصمت القاتل.!
مضى بعد هذا اليوم يومين ممثالين ،
نومٌ و استيقاظ ، ثم زيارة الجد و حفيدته ، و لا شيء آخر..
في اليوم الثالث حدث ما لم يكن مُتوقعاً ..
بان الصبح و بدأت الشمس بالزوال و لم يأتِ الشيخ بعد..
تعجب "ديفيد" والباقون من هذا الأمر ..
ما الذي يدفعه إلى الانقطاع عن زيارتهم ؟
و ماذا لو لم يعد ؟؟
كان "هانسل" يخاطب "ديفيد" بقوله : أكاد أجزم أنه خوّان ، لم ينقذنا إلا
لكي يحبسنا ثم يدل الأعداء على مكاننا ليحصل على بضعة قطع ذهبية ..
-لا تحكم دون تروّ و معرفة ..
-بماذا تفسر غيابه إذاً ؟ قل لي ..!
صمت "ديفيد" و أشارح بوجهه إلى جهة أخرى ..
-رد علي ، لمَ أنت صامت ؟
-ألن تكف عن الكلام ؟
-و بأي حق تقول لي هذا ؟
صمت "ديفيد" و لم يرد جواباً ..
أخذ الآخر يتمتم بكلمات غير مسموعة ، ثم صمت أيضــاً
مرت ليلة ، ثم ليلتان .. و مازال الشيخ غائباً..
قد بدأ الجُند يضعفون ، إنه اليوم الثالث الذي لا يذوقون فيه طعاماً..
و قد نفد ما تبقى لديهم من ماء ،
نهض "ديفيد" و هب واقفاً ،
تقدم نحو مخرج السرداب ، تعجب رفاقه من تصرفه ..
قال بصوت واضح : من يريد الخروج فليتبعني ، و من أراد الهلاك جوعاً فليبقَ هنا .,.
كان "هانسل" لا يقوى على الوقوف ..
و الأغلبية قد أنهكهم التعب و الجوع ..
و لربما كانت هناك جثث بينهم و لكن كيف للمرء أن يفرق بين من فارق الحياة
و من لا تزال الروح فيه تنبض ؟ ،
فهؤلاء الفتية جعلتهم تجربتهم المريرة كالموتـى تماماً ، قالباً و قلباً ..
نهض فتَيان ليرافقا "ديفيد"..
و حين اقترب الثلاثة من المخرج ،ترامى إلى مسامع "ديفيد" صوت يناديه ..
التفت ، فإذا به "هانسل" ...
-"ديفيد".. سامحني ..
-ما الذي تقوله ؟ لم تفعل شيئاً حتى أسامحك ..
-بل فعلت ..
-المشاجرات التي تُفتعل كل يوم بيننا مجرد "مزاح ثقيل"سواء كان هذا المزاح مني أم منك..
أنت من عليه أن يسامحني..
-أنت لا تعلم شيئاً..
اقترب منه "ديفيد" ،
-ما الذي تقصده ؟
أخذ "هانسل" يسعل بقوة ، و شيئاً فشيئاً خارت قواه تماماً.. و سقط بلا روح عند قدمي "ديفيد"!
لقد رحل دون أن يكمل رسالته لـ"ديفيد" فماذا كانت تلك الرسالة يا ترى؟من يدري؟.!
حاول "ديفيد" كبت حزنه ، و بِحيرة ذهب إلى حيث ينتظره الاثنان ..
أزالوا الصخرة التي تسد السرداب بصعوبة ،
ثم خرجوا و قلوبهم تكاد تخرج من صدورهم لهول المُغامرة ..
[الجزء الرابع]

كان المجندون الروس في كل مكان يحومون ..
و من مكان قريب تعالت الأصوات بين جندي سوفييتي و رجل عجوز احتمت به حفيدته..!
كان الشيخ يخاطب السوفييتي بنفاد صبر : دعنا نمر في سبيلنا ، لمَ تقطع علينا الطريق؟
-يُمنع عليكم الخروج من الحدود التي رسمناها لكم و أنت تعلم
هذا الشيء جيداً ..
-إلى متى هذا المنع ؟ و إلى متى سنظل حبيسي بيوتنا ؟
-كفاكَ جدالاً و أنضحك بالعودة من حيث أتيت
قالها و هو يضع يده على كتف الشيخ ، فغضب و أزاح يده بعنف و هو يقول : لقد ضقت ذرعاً بكم و بهذه الحروب التي لا تنتهي..
اشتاط السوفييتي غضباً من فعلة الشيخ ، فدفعه بعنف و استل بندقيته ..
صاحت الفتاة : اتركه أرجوك .. إنه عجوز لا حول له ولا قوة ، ليس لي من أحد بعده
فركل التراب بقدميه و صاح : و ما شأني بكِ ؟ شأني هو أن أقتل و أقتل و لا شيء غير القتل..!
و انطلقت الرصاصة لتخترق صدر العجوز و ترثيه قتيلاً ..
شهقت "كورنيليا" في مشهد هو الأصعب في حياتها ،
وقفت تنظر بسكون يعتريها إلى جثة جدها و الدم يصبّغ الثياب و التراب
كانت كمن لا يصدق ما يرى ..
كمن قد شُل جهازه العصبي ..
كمن عُمي..!
جثت على الأرض بانهيار ..
همست و هي تنظر إلى جدها: لماذا ؟
سالت دموعها أنهاراً .. انحنت على جثة جدها..
تمسكت به و أخذت تبكي..
تبكي..
و تبكي كما لم تبكِ قط و كما لن تبكي أبداً..!
ابتعد ذاك الرجل القاسي و رجاله بعد أن قال : هذا هو جزاء من يجادلنا .،
حل الظلام و مازالت "كورنيليا" في مكانها .. و فجأة وقفت كمن تذكر شيئاً
"يا إلهي..! لقد نسيت أمر وجودي هنا ، ما الذي حل بـ"هانسل" و الباقون الآن..كم انا غبية..كان علي أن لا أبقَ هنا أكثر ، ألا يكفي أني لم أستطع إنقاذ حياة جدي ؟ ينبغي لي أن أحاول إنقاذ هؤلاء الفتية.."
مسحت وجهها بكمها.. و واصلت السير ..
كان "ديفيد" و رفيقيه قد اختبئا وراء إحدى الصخور قرب السرداب ، بانتظار الليل ..
-"ديفيد" ثمة شخص يقترب من هنا ..
رفع "ديفيد" هامته قليلاً..نظر محاولاً استطلاع هوية الآتي
-من يكون يا ترى ؟
نهض "ديفيد" ..
-إلى أين أنت ذاهب ؟!
قال و هو يتجه إلى الظل القريب :إنها "كورنيليا"..
[الجزء الخامس]

اقتربت "كورنيليا" من مدخل السرداب ، و إذا بكفٍ تستقر على كتفها ,
التفتت برعب ، ثم تنهدت اطمئناناً برغم الدهشة التي اعترت ملامحها
-د..ديفيد ؟! ما الذي حصل ؟ كيف خرجتم ؟ إلى أين و منذ متى ؟ و..؟!
أجاب "ديفيد" بصوت أشبه بالهمس : لم يخرج منا سوى ثلاثة ..
مازالت الدهشة تعتريها ، و ألف سؤال يجول بخاطرها..
-تعال معي إذاً لنزيح الصخرة و ليخرج الباقون ..!
فأنا لن أستطيع القدوم مرة أخرى لجلب الطعام ..
لم يتحرك "ديفيد" ..
أعادت جملتها و بقي كما هو ..!
فسارت لوحدها و همت بإزاحة الصخرة لولا أن أوقفها بقوله :
ليس هناك داعٍ لإزاحة الصخرة ..
-و لمَ ؟
-أتريدين أن تخرجين أمواتاً من قبورهم ؟؟!
اتسعت عيناها ، سرت فيها رعشة..
جسدها يرتجف من البرد و الخوف و من ما يحدث الآن !
-هل تعني أنهم ماتوا جميعاً ؟؟
-نعم ..
وقفت مطأطأة الرأس ،لا تعرف ما يجب عليها فعله..
تناثرت دمعات حائرة من عينيها .. ثم سألت بصوت متردد : هل "هانسل" معهم ؟
تعجب "ديفيد" لسؤالها ، أمال برأسه أن نعم ..
اغزَرّت أدمعها ، مرت لحظات من السكون المطبق ،
ثم قالت "كورنيليا" بتهدج : لقد..مات جدي ..
كان الخبر كالصاعقة على مسمع "ديفيد" ..
تزغللت عيناه ، أخذ قلبه ينبض بسرعة كمن طُعن للتو ..
-ما الذي تقولينه ؟ كيف حدث هذا ؟!!
-لقد لقي حتفه على يد أحد الجنود الروس ..
خبط الأرض بقدميه : تباً للروس !
لمحت "كورنيليا" دموعه تسترسل في دفق..
حزنت له .. و اعتصر قلبها ألماً حين تذكرت موقف جدها..
ثم قالت بمحاولة لتجاوز الحيرة التي تسير على الأرجاء : أخبر رفيقيك أن يأتيان و تعال و اتبعوني ..
-إلى أين ؟ و ماذا لو رآنا الروس ؟
-لا تقلقوا ، اتبعوني و تصرفوا بطريقة عادية و لن يشك فيكم أحد ..
[الجزء السادس]

سارت "كورنيليا" و تبعها "ديفيد" و الآخران ..
و بعد سير مجهد أدركوا ذلك البيت القديم ..
دخلت كورنيليا أولاً ، و عند الباب قالت : تفضلوا ..
دلفوا إلى الداخل .. كانوا مُرهقين جداً
أعدت لهم "كورنيليا" شيئاً يشربونه ،
جلست صامتة قليلاً ثم قالت بصوت منخفض :
سأذهب للنوم ، بإمكانكم التصرف كما تشاؤون في البيت ..
صعدت درجات السلم إلى غرفتها ، أوصدت الباب ، ثم ارتمت على سريرها
أخذت تخاطب اللاشيء : "لماذا رحلت يا جدي و تركتني وحيدة ؟ و لماذا فعلت هذا يا هانسل ؟
لماذا لم يبقَ أحدكما معي! رحلتما معاً دون سابقِ وعد ! "
سالت دموعها .. مدت يدها إلى الدرج الذي يجاور السرير ..
أخرجت صندوقاً صغيراً ..
أزاحت الغطاء و تناولت منه قلادة بسيطة ،
تناثرت دموعها على خديها و هي تسترجع ذكريات شتاء العام الماضي ..
كانت حينها تقطع الأخشاب التي ستلقي بها في المدفئة و مرت
مجموعة من الشبان الذين سخروا منها ! مازالت تتذكر الجملة التي قذفوها
"أليس هناك رجل يقوم بهذا العمل بدلاً عنكِ ؟!" فيجيب صديقه :
هي الرجل ، ألا ترى شعرها المسترسل في عبث ؟ كم أكره هذا
النوع المتعجرف من الفتيات !!"
و علق آخر : في سنك ينبغي أن تكوني أكثر أنوثة ، و لكنكِ وحش يا "كورنيليا" ..
الكل يقول هذا الكلام و ليس هؤلاء الوقحون فحسب ، فأنا لم أقل في حياتي كلمة جميلة ،
و لم أبتسم في وجه أحد !! أصمت دائماً و أغضب..و أصمت..و أتصرف بطريقة فظة..!
و لذلك يسخرون مني .. و يطلقون علي ألقاب كالمجنونة أو المتوحشة..
و لكن ما فاجأني في هذه المرة هو أن هناك من أسكتهم ..
"هانسل" !! وقد اشتبك معهم أيضاً في نزاع من أجلي ..!
و بعد ذلك أتى و قام بتقطيع الأخشاب بدلاً مني ..
و برغم ذلك ، "و كعادتي"كنت قاسية معه ،
نعم .. أنا دائماً أقسو في كلامي مع الآخرين ..
لقد أنبته و قلت له : لا أحتاج مساعدة من أحد! ارحل من هنا و لا أريدك أن تتودد
إلي أو تشفق علي مرة أخرى !
و لكنه لم يستمع إلي..بل أهداني هذه القلادة قائلاً : لا تجعلي كلماتهم تؤثر فيك..أنتِ
لستِ مجنونة و لا "وحشاً" كما يقولون !! أنتِ إنسانة لكِ قلب و عقل و مشاعر ..
ثم اعتذر و رحل ..!
كنت أراه من خلف نافذتي يسير في الخارج أحياناً ، و أحياناً أخرى مع رفاقه ..
و لكني لم أكلمه مرة أخرى إلا حين رأيته في السرداب .. و أيضاً عاملته معاملة غبية ..!!"
غطت وجهها بكفيها .. أخذت تبكي بحرقة دون شعور ..
حاولت إخفاض صوتها لكي لا يسمعها "الضيوف"..
أخذت نفساً عميقاً لتُهدّئ من روعها ،
و بعد ساعات من الدموع استسلمت للنوم ..


[الجزء السابع]

في الصباح ، و ما إن بدا النور حتى استيقظت "كورنيليا"..
أعدت إفطاراً لزوارها الذي باتوا ليلة الأمس في بيت جدها
أو لنقل الآن "بيتها"..!
كانت صحتهم قد تحسنت
و بدأت الحياة بالسريان فيهم بعدما قضوا أبشع أيام
حياتهم في ذلك السرداب ,,
مر بعد ذلك يومين مماثلين ، إلى أن بادر أحدهم بافتتاح موضوع لابد أن يفتتح ..
كان ذلك عصراً ، حين سأل "ديفيد" "كورنيليا ": متى سنخرج من هنا ؟
متى سيصير الوضع آمناً ؟
فأجابت : لا أعتقد أنه سيصبح آمناً ، و لكن بإمكانك المغامرة و الخروج إلى حيث تريد
سأل آخر : نحن لا نعلم ما اسم هه البلدة الصغيرة ، فكيف سنخرج منها و نعود إلى بيوتنا ؟
-أستطيع مساعدتكم.. هذا ما قالته "كورنيليا"
تلفت لها "ديفيد" بشيء من الحيرة ، قال : لمَ تصرين على مساعدتنا ؟
أجابت دون أن تطرأ على ملامحها أدنى آثار :
أريد أن أحقق ما كان يريده جدي ، ألم يكن يريد مساعدتكم ؟
طأطأ "ديفيد" رأسه حين تذكر الشيخ ..
قالت : إن أردتم الخروج الليلة فلكم ذلك..
مع حلول الظلام ، كان كل من "ديفيد" و رفيقيه قد تهيأوا
للخروج في رحلة العودة إلى قراهم و بيوتهم ..
كان كل منهم قد ارتدى قبعة كالقبعة التي يرتديها سكان البلدة
و خرجوا برفقة "كورنيليا" ، سلكت بهم "كورنيليا " طريقاً غريباً ..
و حين يسألونها كيف لكِ أن تعرفي هذه الطرق التي لا يسلكها أحد عادة ؟
كانت تجيب : لقد علمني جدي ..!
كانت أول قرية يصادفونها هي قرية "ديفيد" ،
قالت "كورنيليا " : اذهب الآن ، اذهب إلى بيتك ..
صمت "ديفيد" ، و بقي في مكانه يتأمل مشارف قريته !
-ما بك ؟ ألا تريد العودة ؟
-بلى ، و لكن..
-و لكن ماذا ؟!
-ماذا ستفعلين بعد العودة أنتِ ؟
فوجئت بسؤاله ، لم تكن تتوقع أن أحداً يمكن أن يفكر فيها ..
قالت بتردد : و..مـ..ما شأنك ..أنت ؟؟
-مجرد سؤال
قال "ديفيد" أنه مجرد سؤال ! و لكن جوابه لم يكن صحيحاً أبداً..
بل كان قلقاً على مصيرها ..!
كيف لا و هي السبب في بقائهم أحياء ؟
ردت عليه : سأعود إلى بيت جدي و أبقى هناك..و الآن هيا ارحل !
-شكراً لك على كل ما فعلته ..وداعاً..يا.."كورنيليا"..!
ثم استدار مخلفاً الغبار وراءه ...
"لقد نطق باسمي..إنها المرة الأولى التي أسمعه فيها ينطقه,,
هل يحترمني يا ترى ؟!هل يكن لي شيئاً من الامتنان ..أو..المحبة...؟
هل ..
لا..محال.. لقد قالها عبثاً .. مُحال أن يكون قد قصد شيئاً.."
هزت رأسها كأنما تتخلص من الأفكار الدخيلة ..
ثم أشارت بسبابتها : هناك قريتكما !
[
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.kssab5.co.cc
 
حكاية جندي نازي ... الكاتبه :::حلم قديم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات رواية نت :: روايــات :: القصص القصيرة-
انتقل الى: